تقول تقدم أحدهم لخطبتي وكان شرطه الوحيد للزواج هو الإعتناء بوالدته
نظرها عليّ، لا أستطيع وصف تلك اللحظه، تلك عيونها مليئه بألم وثغرها مبتسم بحُزن، كان وجهها كالقمر في ليلة تمامه، هادئ جداً لإمرأه في السبعين من عمرها… قالت:- مُبارك عليكِ بُنيتي زفافك، وأدعو الله أن يهدي لكِ صغيري هذا، وأن يرزُقك ولداً باراً مثله، وآلا تكوني ثقيله عليه مثلي، ثم ذرفت عينيها دموعاً
أشبه بفيضان سُمح له بالجريان، سارع لمسح دموعها بكم بذلته وقال :- هذا الكلام يُغضبني وأنتِ تعلمين ذلك، أرجوكي ماما لا تُعيدها، واقتربت أنا منها وقبّلت يدها ورأسها وقلت:-أمين.. ماما.
مرت أيامي في هذا البيت ودهشتي فيه تزيد يوماً بعد يوم، كان هو من يُغير لها الحفّاظ ، وكان يُحممها في مكانها بفرشاة الإستحمام، وكان يُبلل لها شعرها، ويُسرحه لها وعندما تألمت من المشط أحضر لها مشط غريب كان من الورق المقوي ناعم من أجل فروة رأسها، كان قد رأه في أحد الإعلانات التجاريه…. أحضره لها، سُرّت جداً بذلك المشط، كان يُضّفر لها شعرها في جديلتين صغيرتين، كانت تخجل عندما يفعل لها ذلك وتبتسم بحياء وتقول :
-لست صغيره علي هذا أيها الولد ،فلتُنهي ذلك،كان يرد :- عندما يُعجب أحدهم بكِ فستشكُريني ..عندها تغرق في ضحكٍ عميق كنت أراه من خلف ذلك الضحك ينظر لها كطفل ما زال في السادسه من عمره…. حقاً كان يُحبها…. وجداً…. لا أعرف ماذا قصد عندما أخبرني بأنه يريدني أن أعتني بها، هو يفعل كل شئ…. أخبرني بأن وقت خروجه وعمله يستثقله عليها بأن تكون فيه وحيده…. كنت أستغرب كيف يجد وقت لكل ذلك ،،، فقط كنت أنا أساعدها في تناول وجباتها وأخذ أدويتها
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم الآتي في السطر التالي