قصة واقعية عشقت خطيب ابنتي
تخرج حنان من المستشفى بعد اصابتها بانهيار عصبي شديد من هول الصدمة فقدت النطق مؤقتا .. اما محاسن فهي تمر الان بأشد واصعب فترة مرت عليها في حياتها ..
اصبحت منبوذة من المحيطين بها ممن هم عرفوا قصتها اصبحت لا تسمع الا اللوم و العتاب والاهانة والسخرية ..
اتصلت بها والدة احمد واهانتها بما فيه الكفاية حتى اولادها لم يرحموها بالعكس كانوا اشد قسوة عليها من
الغرباء تسمع كل يوم منهم العتاب واللوم والكلام الجارح الذي يمزق القلب قبل المشاعر جعلها كل هذا تنطوي على نفسها وتسكن غرفتها التي لا تكاد تخرج منها طوال اليوم ..
نعم اصبحت حبيسة ظلم ابناء نسوا ما قدمت لهم طوال عمرها وتذكروا تلك الفعلة التي فعلتها دون قصد فمن
منا يملك توجيه مشاعره ؟!! فالحب يسكن القلوب بلا استئذان وبالقوة الجبرية ولكن اكثر الناس في مجتمعاتنا
وخاصة العربية لا يفهمون ذلك .. ظلت محاسن حبيسة غرفتها تلوم نفسها عليدى ذنب ليس بذنب قاطعها ابنائها ولا يكلمونها تكفيها نظراتهم الحارقة كلما رأتهم وكأنها فعلت فاحشة او كبيرة وبدلا من ان يلتفوا حولها ويشدوا
من ازرها ويحاولوا ان يجدوا حل للمشكلة تركوها وهجروها ونسوا انها امهم التي حملت وولدت وارضعت وربت وتحملت منهم افعال حمقاء لا يتحملها سوى الام .. بدأت تموت من الداخل ببطئ لا احد يعلم حالها سوى الله ..
اما احمد فكل يوم يتصل بمحاسن ومحاسن لا تجيب ابدا ..
يرسل لها رسائل تحمل عبارات التوسل بأن تجيب ولكنها لا تجيب .. دفعه ذلك الى اخذ قرار صعب وخصوصا في تلك الظروف ..
هو ان يذهب الى منزل محاسن ليطمئن عليها .. نعم انها جرأة الحبيب الصادق في مشاعره فهو لا يبالي شيئا او عاقبة ذلك الفعل الا انه يريد ان يطمئن على محبوبته .. طرق باب الشقة ففتح عماد الذي احمر وجهه عندما رأه
عماد.. وليك عين كمان تيجي لحد هنا؟!!
احمد .. عاوز اطمن على مامتك .. عاملة ايه ؟
عماد.. وانت مالك ؟!! امشي وماتجيش هنا تاني امشي غور من هنا
احمد .. بقولك عاوز اطمن على محاسن خليها تكلمني .. اوعوا تكونوا اذتوها ؟!!
عماد.. انت مابتفهمش يا غبي .. امشي غور من هنا
احمد يدفع عماد بالقوة ليدخل الى الشقة وعماد يحاول منعه يتشاجران سويا .. الام تسمع صوت الشجار من غرفتها فتضطر للخروج وتقول بغضب وقلب مكسور
محاسن .. خلاص كفاية .. انا لو زانية مش هتعاملوني كدا ؟!! حرام عليكم
احمد .. محاسن !!! هما عملوا فيكي ايه ؟!!
محاسن .. انا اللي عملت في نفسي يا احمد مش هما .. واديني بدفع التمن
عماد .. انت ازاي تيجي لحد هنا بعد اللي عملته ؟!!
احمد .. انا عملت ايه ؟!! انا حبيت زي اي حد بيحب ..
لكن المشكلة بالنسبة لكم اني انا حبيت مامتك ..
كان ممكن اضحك عليكم وافضل مرتبط باختك واعيشها في وهم وقصة حب كدابه ..
لكن انا ماقبلتش الخداع ..
لا ليا ولا لحنان .. واذا كنتوا فاكرين ان كدا هتخلوني ماحبش امكم او امكم ماتحبنيش تبقوا غلطانين .. الحب زي ما اتولد بالاكراه هيعيش بالاكراه حتى لو مافضلناش مع بعض ..
بس هنفضل نحب بعض .. لان امك هنا يا عماد ثم يشق قميصة ويكشف عن صدرة فيفاجأ الجميع انه قد رسم صورة محاسن وشما فوق موضع القلب ..
ثم ينظر الى محاسن وحنان التي خرجت ايضا تشاهد الموقف وينصرف والدمع في عينيه .. محاسن الى غرفتها مسرعة وتغلق الباب لا تقوى على مواجهة ابنائها تعجبت من جرأة احمد الذي زادت الموقف سوءا وتمر الايام
وتقرر محاسن ترك المنزل ..
الى اين تذهب؟!! لا تدري ولكنها تريد الفرار من كل شئ يجعلها تحس بأنها مذنبة ذنبا لا يغتفر .. بحث عنها ابنائها في كل مكان .. اعلانات في الصحف والمجلات ..
خرجت ولم تعد .. احسوا الان بأنهم قد فقدوها وانهم كانوا قساة القلوب معها ..
حاسبوها على مشاعرها ..
احسوا بالندم ولكن متى ينفع الندم بعد فوات الاوان جاءهم تليفون بأن الام ترقد في العناية المركزة بعد ان صدمتها سيارة اثناء تجولها في الشارع وهي تسرح بخيالها فيما وصل اليه حالها ..
مشهد عجيب البنت على صدر امها والاولاد تحت قدميها .. نادمون بشدة يقولون يا ليتنا كنا غفرنا لها فكم غفرت لنا من قبل .. يارب لا تحرمنا منها .. احمد يحضر ومعه شنطته يراقب الموقف من الخارج دون ان يراه احد فقد نوى
الرحيل والسفر الى امريكا يشاهد الموقف وقلبه يعتصر حزنا ودموعه تسقط فتبلل ذقنه التي اصبحت كثيفه من الحزن وفجأة تصرخ البنت لقد توقف القلب ..
نعم ماتت الام ضحية مشاعرها .. ماتت ضحية مجتمعات قاسية لا تحرم ولا تغفر ..
سقطت الشنطة من يد احمد وظل يبكي وينوح كطفل صغير فقد امه ولكنها لم تكن امه فهي حبه الاول والاخير .. وداعا محاسن .. وكان الله عونك يا احمد …
تمت